هل تعلم أن متوسط عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت في المنزل الأمريكي العادي يبلغ سبعة عشر جهازًا؟
وفقًا لبحث نُشر العام الماضي في معرض CES، أصبحت المنازل مليئة بالأجهزة — مثل الحواسيب، والهواتف، والساعات الذكية، وأجهزة التلفزيون، والأجهزة اللوحية — التي تبقى متصلة باستمرار وتستهلك النطاق الترددي على نحو متزايد. ويُظهر البحث أن هذا العدد قد تضاعف أكثر من مرتين منذ عام 2015. هذه الزيادة الكبيرة في الأجهزة المتصلة هي أحد أسباب عمل صناعة الكابلات بسرعة على ترقية الشبكات وتوفير تدفق البيانات المستمر الذي يطلبه المستهلكون. واليوم، يتجه العديد من مزوّدي الخدمة إلى الألياف البصرية ودمجها بشكل أعمق في شبكاتهم لتلبية هذه الاحتياجات.

منذ 20 عامًا فقط، كان مفهوم توفير اتصال بالألياف البصرية للمنازل والشركات أمرًا ثوريًا. أما اليوم، فقد أصبح هذا المفهوم حقيقة. بدأت مسيرتي المهنية ببيع صناديق النحاس، وفي ذلك الوقت كانت الألياف تُستخدم أساسًا لشبكات المسافات الطويلة أو توصيل العقد. أما الآن، فنحن نساعد العملاء على نشر الألياف مباشرة إلى المنازل، حيث يمكنهم اختيار خدمة متماثلة بسرعات 1 أو 10 أو حتى 50 جيجابت.

في السنوات الأخيرة، شهدنا سباقًا لترقية الشبكات ومواكبة الطلب المتزايد للعملاء. يقول جيسون ليفينجود، نائب رئيس قسم التكنولوجيا والسياسات والمنتجات والمعايير في شركة Comcast، لموقع Fierce Network: “معظم المشاريع الجديدة اليوم تُنفَّذ باستخدام ألياف بسرعة 10 جيجابت، ونبني الألياف في الغالبية العظمى من المناطق.” وهذا منطقي، إذ إن الألياف البصرية تتفوق على الكابلات النحاسية التقليدية بطرق عديدة، بما في ذلك النطاق الترددي شبه غير المحدود، والمتانة العالية، والجاهزية للمستقبل، وقد لعبت شركة Corning دورًا رائدًا في جعل نشرها أسهل وأكثر فعالية من حيث التكلفة.

تحديات صناعة الكابلات

عند التحدث مع مشغلي الشبكات في أمريكا الشمالية، تظهر ثلاثة تحديات رئيسية بشكل متكرر: الحاجة إلى نشر سريع وفعّال من حيث التكلفة، نقص القوى العاملة الماهرة، والتحدي المتمثل في زيادة خطوط البيانات عالية السرعة في المساحات الحالية.

حلول سرعة النشر وخفض التكاليف

إن إنشاء بنية تحتية أساسية أمر معقد، ويجب تنفيذه بدقة. أي تأخير غير ضروري في النشر يؤدي إلى زيادة التكاليف. بدءًا من تأخيرات التصاريح المدنية إلى تعقيد مد مئات أو آلاف الأقدام من الكابلات، فإن أي تباطؤ يتراكم.
الحلول الجاهزة للتوصيل مثل وحدات TAP من Corning وموصل Pushlok® القابل للتركيب في الميدان، تسرّع النشر مقارنة بالحلول التقليدية مع تقليل الأخطاء. أظهرت الاختبارات أن هذه التركيبات أسرع بخمس مرات من الطرق التقليدية.

كما أن الشبكات البصرية السلبية للمنازل توفر عادةً تكاليف تشغيل أقل مقارنة بشبكات HFC الهجينة، نظرًا لاستهلاك الطاقة المنخفض وتقليل الصيانة. وعلى الرغم من أن شبكات HFC خدمت الصناعة لعقود، فإنها تتطلب صيانة وترقيات مكلفة لمواكبة الطلب على النطاق الترددي. أما حلول Corning المقاومة للظروف البيئية الصعبة، فقد مكّنت بالفعل من توصيل الألياف إلى أكثر من 100 مليون منزل حول العالم. الطبيعة السلبية بالكامل للألياف تعني أيضًا أن الشبكات جاهزة للمستقبل، ولا تتطلب الترقية إلا عند طرفي الشبكة.

قيود القوى العاملة

إن إنشاء هذه الشبكات يتطلب قوة عاملة عالية التدريب، وهي قليلة حاليًا.
مشغلو الشبكات يؤكدون حاجتهم للعمل بسرعة أكبر لتلبية الطلب. ولهذا، لا تكتفي Corning بتطوير منتجات تسهم في تسريع النشر، بل تدعم أيضًا برامج تدريب القوى العاملة في مجال الألياف البصرية. كما أنها تعتمد أسلوب “تدريب المدربين” لتوسيع أثر البرنامج.

كما أن أحد الحلول يتمثل في فتح المزيد من الفرص وبناء منظومة تعاونية. وتفخر Corning بعضويتها في منظمات مثل SCTE التي تجمع خبراء النطاق العريض لدفع عجلة الصناعة وتعزيز التعليم.

كثافة الشبكة

مع ازدياد الطلب على النطاق الترددي، لم تزد المساحات المخصصة للبنية التحتية. نشر الألياف في المواقع القائمة يمثل تحديًا، خاصة في ظل الحاجة لزيادة الكابلات لدعم الذكاء الاصطناعي التوليدي. وهنا يأتي دور كابلات الألياف عالية الكثافة من Corning، التي توفر سعات أكبر مع أقطار أصغر، مما يسهل تمديدها في القنوات الضيقة.

المستقبل هو الألياف

تتوقع صناعة الكابلات زيادة أكبر في الطلب على الذكاء الاصطناعي، وخاصة في تطبيقات الحوسبة الطرفية. ومع استمرار الصناعة في تطوير الشبكات لتلبية الطلبات، تظل الألياف الخيار الأمثل للمستقبل، نظرًا لقدرتها على تلبية احتياجات المستهلكين لعقود.

ستيفن ميتشيل هو نائب الرئيس الأول لشبكات الاتصالات في شركة Corning Optical Communications، يقود فرق المبيعات وتطوير الأسواق، وله خبرة تزيد عن 20 عامًا في قطاع الاتصالات.